هل كثرة النوم تسبب الصداع؟

من الشائع إصابة الكثير من الناس بالصداع بسبب التعب الشديد، لكن بعض الأشخاص قد يعانون من الصداع المرتبط بالنوم حيث أفاد الكثير من الأشخاص أنهم أصيبوا بالصداع بسبب كثرة النوم، فهل كثرة النوم تسبب الصداع حقًا؟ لنتعرف على الإجابة.^[١]

هل كثرة النوم تسبب الصداع؟

الإجابة هي نعم، فبالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالصداع، فإن النوم لفترة أكثر من 7 - 9 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع، أو الإجازة، أو في أي وقت يمكن أن يسبب المعاناة من الصداع، وهذا بسبب تأثير كثرة النوم على بعض الناقلات العصبية في الدماغ، مثل: السيروتونين (Serotonin)، فالأشخاص الذين ينامون كثيرًا أثناء النهار، ولا ينامون ليلًا قد يعانون أيضًا من الصداع في الصباح.^[٢][٣]

لماذا تسبب كثرة النوم الصداع؟

لا بد أنك تتساءل "لماذا تسبب كثرة النوم الصداع؟" الحصول على قسط كبير من النوم هو في الواقع سبب شائع للصداع، في الآتي توضيح أبرز الأسباب:^[٤][٥]

اضطراب السيروتونين

فقد تبين أن لكثرة النوم تأثير على الناقلات العصبية في دماغك وخاصةً على الناقل العصبي الذي يسمى السيروتونين، حيث عادةً يساعد السيروتونين في الحفاظ على الساعة البيولوجية اليومية، وعلى أنماط النوم الطبيعية التي يتبعها جسمك للنوم والاستيقاظ بطريقة تريح وتنعش جسمك.

وذلك من خلال عملية تسمى المسار العصبي حيث تقوم الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ بنقل السيروتونين إلى مجموعة من المستقبلات العصبية، ثم يرسل السيروتونين إشارة لهذه المستقبلات بجعلك تنام أو تستيقظ.

لكن عندما تفرط في النوم فإنك تقاطع هذا المسار العصبي، فإذا واصلت النوم حتى بعد أن يرسل السيروتونين إشارة إلى مستقبلاتك لتجعلك تستيقظ، فإن جسمك لم يعد يستريح حقًا حتى لو بقيت نائمًا، فقد يعتقد جسمك الآن أنه مستيقظ، ويبدأ في الحاجة إلى الطعام، والماء لاستعادة تدفق الدم ونشاط الأعصاب في الدماغ الذي يتباطأ أثناء النوم.

لذلك إذا كنت تنام لبضع ساعات بعد أن بدأ جسمك في النشاط، فمن الممكن أن تصاب بصداع بسبب نقص المغذيات والجفاف الخفيف، حتى تحصل على بعض الطعام أو الماء.

اضطرابات النوم

السبب الآخر هو أنه قد تعاني من اضطراب في النوم، مثل: توقف التنفس أثناء النوم، أو الأرق الذي يعني أنه حتى عندما تعتقد أنك نائم، فقد لا يدخل عقلك في مرحلة نوم حركة العين السريعة التي هي جزء مهم من دورة نومك الضرورية للنوم المريح.

ووفقًا لدراسة أجريت عام 2011، فإن عدم الحصول على قسط كافٍ من مرحلة نوم حركة العين السريعة، تجعل الجسم ينتج المزيد من أنواع معينة من البروتينات التي تحفز الجهاز العصبي، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصداع النصفي عند الاستيقاظ.

أما انقطاع النفس النومي فهو اضطراب في التنفس يقلل كمية الأكسجين التي تصل إلى عقلك أثناء النوم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى قطع مرحلة نوم حركة العين السريعة، وتضييق تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب صداعًا عند الاستيقاظ.

القلق

هناك علاقة قوية بين القلق واضطرابات الصداع، مثل: الصداع النصفي، فقد تبين أن القلق، واضطرابات المزاج الأخرى، مثل: الاكتئاب هي الأسباب الرئيسة للأرق، والنوم المفرط.

حيث يعاني الكثيرون من زيادة الإصابة بالصداع النصفي في عطلات نهاية الأسبوع، ليس فقط نتيجة الإفراط في النوم ولكن أيضًا بسبب انخفاض مستويات التوتر، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن انخفاض مستويات التوتر يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي في غضون 6 - 18 من الساعات التالية لانخفاض التوتر.

نصائح تساعد في تقليل فرصة الإصابة بصداع النوم

إذا كنت تعاني من صداع متكرر أو يومي في الصباح، فتحدث إلى الطبيب لتحديد سبب حدوثه ووصف العلاج المناسب، وبالإضافة إلى العلاج الخاص بك، يمكنك أيضًا تحسين نمط نومك من خلال النصائح الآتية:^[٦]

• حافظ على جدول نوم ثابت: اذهب إلى الفراش واستيقظ في الوقت نفسه كل يوم.
• مارس التمارين الرياضة بانتظام: حاول ممارسة الرياضة قبل النوم بعدة ساعات.
• قلل من الكافيين: يمكن للقهوة أن تجعلك تبقى مستيقظًا لوقت متأخر.
• جهز بيئة نومك: أنت بحاجة إلى مساحة مظلمة وباردة وبها ضوضاء قليلة للنوم بهدوء.
• قم بالاسترخاء: الاسترخاء في نهاية اليوم يشير إلى جسمك بأن الوقت قد حان للنوم.