يمرّ الجسم بمراحل مختلفة خلال النوم، وقد يكون النوم العميق (Deep Sleep) هو مرحلة النوم التي يحتاجها الجسم للشعور بالانتعاش عند الاستيقاظ في الصباح، وهو بعكس مرحلة حركة العين السريعة (REM) من النوم، التي تحدث عندما تتباطأ موجات الدّماغ، وقد يكون من الصّعب الاستيقاظ من مرحلة النوم العميق، وعند القيام بذلك سيشعر الشّخص بالدّوار، وفي المقال سنتطرّق إلى جميع المعلومات المتعلّقة بمرحلة النوم العميق.[١]
ما هي مرحلة النوم العميق؟
يُطلَق على مرحلة النوم العميق باسم المرحلة الأخيرة أو الثّالثة من نوم حركة العين غير السّريعة (NREM)، وتمتاز هذه المرحلة بصعوبة إيقاظ الشّخص منها، ففي هذه المرحلة تسترخي عضلات الجسم بأكبر قدرٍ ممكن، وتطرأ مجموعة التغييرات التالية:[٢][٣]
- تتباطأ مستويات موجات الدّماغ (SWS) لتكون في أدنى مستوى لها، ويتراجع نشاط الدّماغ.
- ينخفض معدّل نبضات القلب، ومعدّل التنفّس لأدنى مستوى.
يرتبط النوم العميق بالذّاكرة والإبداع، وبناء وإصلاح وتجديد خلايا الجسم والنمو، وعند الدّخول في هذه المرحلة من النوم يتمّ تقوية الجهاز المناعي وإتمام العمليات الفسيولوجية الأخرى في الجسم، كما أنّ هذه المرحلة من النوم هي ما يمنح الجسم الانتعاش والشّعور بالرّاحة عند الاستيقاظ.
كم تستمرّ مرحلة النوم العميق؟
تستمرّ مرحلة النوم العميق مدة 20 - 40 دقيقة.[٣]
كم ساعة يحتاج الجسم من النوم العميق؟
يحتاج الشّخص البالغ العادي ما يصل إلى مدّة 8 ساعات من النوم كلّ ليلة، إذ يستمرّ النوم العميق في هذه الحالة عادةً ما بين 62 - 110 دقائق، فمن النّاحية العلميّة لا بدّ أن يحقق الجسم ما نسبته 13 - 23% من إجمالي ساعات النوم.[٤][٣]
مع التقدّم في العمر، تقلّ حاجة الجسم إلى نفس المقدار من النوم العميق.
ما هي مراحل النوم؟
هناك أربع مراحل للنوم؛ واحدة منها مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، وثلاثة منها لمرحلة نوم حركة العين غير السّريعة (NREM)، ويتمّ تحديد هذه المراحل بناءً على تحليل نشاط وموجات الدماغ أثناء النوم، والذي يُظهِر أنماطًا مميزة تميّز كلّ مرحلة، وذلك نلخّصه بالجدول التالي:[٣]
مرحلة النوم | نوعية مرحلة النوم | اسم آخر لمرحلة النوم | المدّة الطّبيعية لمرحلة النوم |
المرحلة الأولى | حركة العين غير السّريعة | N1 | 1 - 5 دقائق. |
المرحلة الثانية | حركة العين غير السّريعة | N2 | 10 - 60 دقيقة. |
المرحلة الثالثة | حركة العين غير السّريعة | N3 أو مرحلة النوم العميق. | 20 - 40 دقيقة. |
المرحلة الرابعة | حركة العين السّريعة | حركة العين السّريعة. | 10 - 60 دقيقة. |
ما الأمور التي تؤثر في مراحل النوم؟
في حين أنّ هناك نمطًا مميزًا لمراحل النوم، إلا أنه يمكن أن يكون هناك اختلاف فردي كبير بين هذه المراحل بناءً على عدد من العوامل، هي:[٣]
- العمر: يتغيّر مقدار الحاجة من النوم في كلّ مرحلةٍ عمرية؛ فالأطفال حديثو الولادة يختلفون عن كبار السن.
- اختلالات طبيعة النوم: فإذا حصل الشخص على نوم غير منتظم أو غير كافٍ على مدى عدّة أيام أو أكثر، فقد يتسبب ذلك في دورة نومٍ غير طبيعية.
- الكحول: يمكن للكحول وبعض الأدوية الأخرى التأثير في النوم، وقد يسبب الأرق.
- اضطرابات النوم: إذ إنّ توقف التنفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساق (RLS)، وغيرها من الحالات التي تسبب الاستيقاظ المتكرر خلال النوم تخلّ بدورة النوم الطّبيعية.
نصائح للحصول على نومٍ عميق
لا يمكن التحكّم بالكامل في دورة النوم، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتحقيق نومٍ صحي في كلّ مرحلةٍ من مراحل النوم، وزيادة مقدار النوم العميق الذي يمكن الحصول عليه، وهي:
- خلق بيئة نومٍ صحية: وذلك بالتّركيز على نظافة وترتيب الوسادة، وملاءات السّرير واختيار الأنواع المناسبة منها.[٣]
- التّركيز على العادات المتعلقة بالنوم: فعندما يقرأ الشخص لساعاتٍ طويلة قبل النوم، أو يعمل في مناوباتٍ ليلية، فإن ذلك يتطلّب من الجسم أن يظلّ الجسم متيقظًا للقيام بالمهام والالتزامات الاجتماعية، بالتالي فهنالك ضغطٌ إدراكي للالتزام بالجدول الزمني،[٣][٥] الأمر الذي يستدعي وضع جدولٍ زمني للنوم ومحاولة النوم في الوقت ذاته من كلّ ليلة.[٦]
- التعرض لضوء النهار الطّبيعي: إذ يُحافِظ التعرّض للضوء في الوقت المُناسب على الساعة البيولوجية في الجسم، بينما التعرّض للضوء في الوقت الخطأ يمكن أن يخلّ بدورة النوم.[٣][٧]
- إبقاء غرفة النوم هادئة وخالية من الأضواء: وتجنب الأضواء الزرقاء، مثل تلك الصّادرة عن الهواتف الذكية أو التلفاز أو أجهزة الكمبيوتر عند اقتراب موعد النوم.[٣][٦]
- ممارسة تمارين رياضية شاقة خلال وقتٍ مبكّر من اليوم: مثل السباحة، أو الركض، أو الجري، أو الجلوس في الجاكوزي لبضع دقائق، أو الاستحمام بماءٍ دافئ قبل النوم.[٦]
- إجراء تغييرات في النظام الغذائي: تشمل تقليل تناول السّكريات، والإكثار من الدّهون الصحية مثل زيت الزيتون وتفادي تناول الوجبات الكبيرة أو الشاي والقهوة أو الكحول قبل النوم.[٦][٣]
عند الشّعور بالنّعاس المُفرِط أثناء النهار أو الشّك في الإصابة باضطرابات النوم؛ مثل انقطاع النفس أثناء النوم، فلا بدّ من مراجعة الطّبيب، لعلاج الحالة بالشّكل المناسب.
هل يمكن التكيف مع الحاجة إلى قليلٍ من النوم؟
لا. لا يتكيّف الجسم مع الحاجة إلى فترات نومٍ قليلة، إذ إنّ قلّة النوم تؤثر وظائف الجسم، وتضرّ بالحكم وردود الأفعال.[٧]
المراجع
- ↑ "What Is Deep Sleep and Why Is It Important?", www.healthline.com, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ↑ "The 4 Stages of Sleep", www.verywellhealth.com, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Stages of Sleep", www.sleepfoundation.org, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ↑ "How Much Deep, Light, and REM Sleep Do You Need?", www.healthline.com, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ↑ "The Science of Sleep: Stages and Cycles", www.helpguide.org, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What to know about deep sleep", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Sleep Basics", my.clevelandclinic.org, Retrieved 25/11/2021. Edited.