انقطاع التنفس أثناء النوم: الأسباب والحلول

انقطاع التنفس أثناء النوم (Sleep apnea) هو أحد اضطرابات النوم الشائعة الخطيرة التي تُسبب توقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم بشكل مؤقت في الغالب، مما يؤدي إلى الشخير بصوت عالٍ والاستيقاظ ليلًا بشكل متكرر بالإضافة إلى النعاس أثناء النهار، وقلة التركيز،^[١][٢] فما هي أسباب الإصابة بهذا الاضطراب؟ وما هي طرق علاجه؟

أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم

يحدث انقطاع النفس النومي نتيجة انسداد المجاري التنفسية، وهو ما يُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea)، أو بسبب عدم تحكم الدماغ في عملية التنفس بشكل صحيح، وهو ما يُطلق عليه انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم (Central sleep apnea)، أو قد يكون مزيجًا من السببين معًا وهو ما يُعرف بانقطاع النفس النومي المختلط (Mixed sleep apnea).^[٣]

ويُمكن تفصيل أسباب كل نوع على النحو الآتي:

1. انقطاع النفس الانسدادي النومي

يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو النوع الأكثر شيوعًا لاضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم، عند ارتخاء عضلات الرأس والرقبة أثناء النوم؛ مما يؤدي إلى حدوث ضغط على المجاري التنفسية من قبل الأنسجة المحيطة بها، وبالتالي انسدادها وإعاقة مرور الهواء من خلالها؛ وهذا الأمر يؤدي إلى انقطاع النفس ليلًا.^[٣]

وفي الآتي بعض العوامل التي تُساهم في حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي:^[٢][٤]

• تضخم اللوزتين واللحميات.
• السمنة.
• الحساسية الموسمية.
• التهاب الأنف.
• أمراض الغدة الدرقية.
• مشكلات في بنية الفك.

2. انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم

في الوضع الطبيعي، يقوم جذع الدماغ بإرسال إشارات تنظم عمل العضلات المسؤولة عن عملية التنفس طول اليوم (بما في ذلك أثناء النوم)،^[٣] بينما المصابون بانقطاع التنفس المركزي، فإنّ جذع الدماغ لديهم لا يقوم بإرسال إشارات للحفاظ على عمل العضلات المرتبطة بالتنفس خلال فترة النوم؛ مما يؤدي إلى انقطاع النفس لديهم ليلًا، أو تنفسهم بشكل أقل عمقًا، أو أبطأ من المعتاد.^[٣][٢]

ويُمكن أن يحدث هذا الخلل في عمل جذع الدماغ لأسباب عديدة، منها:^[٣][٢]

• التعرض لسكتة قلبية أو سكتة دماغية.
• انخفاض مستوى الأكسجين في الدم؛ بسبب الصعود إلى ارتفاعات شاهقة.
• تلف الجهاز العصبي، خاصةً في جذع الدماغ أو أجزاء من الحبل الشوكي.
• التعرض لعدوى في الدماغ.
• استخدام بعض المسكنات الأفيونية.
• بدء استخدام جهاز الضغط الموجب المستمر (Continuous positive airway pressure) لعلاج انقطاع النفس الانسدادي النومي، ولكن عادةً ما يختفي تأثير هذا الجهاز مع الاستخدام المتواصل له.

3. انقطاع النفس النومي المختلط

يحدث هذا النوع من انقطاع التنفس خلال النوم نتيجة مزيج من أسباب النوعين السابقين.^[٣]

علاج انقطاع التنفس أثناء النوم

يهدف علاج انقطاع النفس أثناء النوم إلى تنظيم عملية التنفس بحيث تعود إلى الوضع الطبيعي، بالإضافة إلى معالجة أي مشاكل صحية كامنة تؤدي إلى الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، مثل: التهابات الأنف، والحساسية، وقصور الغدة الدرقية، إذ يعتمد اختيار الطريقة العلاجية المُناسبة على السبب وشدة الأعراض المُرافقة.^[٢][٤]

ويُمكن تفصيل الطرق العلاجية التي يتبعها الطبيب على النحو الآتي:

تغيير نمط الحياة

يُمكن علاج الحالات الخفيفة من انقطاع التنفس أثناء النوم بإجراء عدد من التعديلات على نمط الحياة؛ للمساعدة في عودة عملية التنفس إلى الوضع الطبيعي، ومن هذه التعديلات:^[٤]

• اتباع نظام غذائي صحي.
• اتباع عادات نوم صحية.
• تجنب استهلاك الكحول.
• الإقلاع عن التدخين.
• السيطرة على الوزن وإنقاصه.
• تغيير وضعية النوم، وذلك بالنوم على أحد الجانبين.

استخدام بعض الأجهزة

في الحالات المتوسطة والشديدة، أو تلك التي لا تستجيب للعلاج الأولي بتغيير نمط الحياة، قد يلجأ الطبيب إلى طرق علاجية أخرى تتضمن استخدام بعض الأجهزة المُساعدة على التنفس، أو العمليات الجراحية، أو بعض الأدوية.^[٤][٥]

من الأجهزة التي يُمكن استخدمها:^[٤][٥]

• جهاز الضغط الموجب المستمر: الذي يوفر تيار هواء مستمر بضغط موجب (أي أنّ ضغط الهواء في الجهاز أكبر إلى حد ما من الهواء المحيط) يتم توصيله إلى المريض عبر قناع يرتديه أثناء النوم، وبالتالي يُحافظ على المجاري التنفسية مفتوحةً، ويمنع انقطاع النفس أثناء النوم، ويُعد هذا الجهاز هو العلاج الرئيسي لانقطاع النفس النومي.
• جهاز إعادة تموضع الفك السفلي: وهو جهاز فموي مصنوع خصيصًا لعلاج انقطاع النفس الانسدادي النومي الخفيف أو المعتدل، إذ يُساعد هذا الجهاز على فتح الحلق عن طريق دفع الفك إلى الأمام، ما قد يخفف أحيانًا من الشخير وانقطاع النفس ليلًا.

استخدام الأدوية

قد تساعد بعض الأدوية في علاج انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم، ولكن لا ينبغي استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب، والتي تشمل:^[٤][٥]

• أسيتازولاميد (Acetazolamide).
• زولبيديم (Zolpidem).
• تريازولام (Triazolam).

أما إذا كان سبب انقطاع النفس هو تناول المسكنات الأفيونية، فقد يقترح الطبيب على المريض عددًا من الأدوية الأخرى الآمنة.^[٤][٥]

العمليات الجراحية

قد تكون الجراحة خيارًا مناسبًا للأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي النومي، ولكن يتم اللجوء إلى الجراحة بعد فشل العلاجات الأخرى، بالرغم من تجربتها لمدة 3 أشهر على الأقل، أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في بنية الفك، فإنّ الجراحة هي الخيار الأول لهم.^[٥]

وتشمل الخيارات الجراحية لانقطاع التنفس أثناء النوم:^[٤][٥]

• استئصال الأنسجة التي تُسبب انقطاع النفس: خاصة تلك الموجودة في مؤخرة الفم وأعلى الحلق، بالإضافة إلى إمكانية إزالة اللوزتين واللحمية أيضًا.
• تصحيح وضع الفك: وذلك بتحريك الفك إلى الأمام؛ لزيادة المساحة الموجودة خلف اللسان؛ مما يقلل احتمالية حدوث الانسداد.
• تحفيز العصب: والذي يتطلَّب إجراء جراحة لزرع منبه للعصب الذي يتحكم في حركة اللسان؛ مما يقلل حدوث الانسداد وبقاء المجاري التنفسية مفتوحة.
• جراحة إنقاص الوزن: وذلك في حال الإصابة بالسمنة المُفرطة.
• ثقب القصبة الهوائية (فغر الرغامى): والذي يتم اللجوء إليه كحل نهائي في حالات انقطاع النفس الشديد، وبعد فشل جميع العلاجات الأخرى.

ومن الجدير بالذكر، أنّه قد يساعد استخدام أجهزة الأكسجين أثناء النوم في علاج بعض حالات انقطاع النفس النومي المركزي.^[٥]