ما هو النوم القهري؟

النوم القهري أو داء التغفيق (Narcolepsy) هو مرض عصبي مزمن يؤثر في دورات الاستيقاظ والنوم لدى الشخص، ممّا يجعل الشخص يشعر بالنعاس الشديد أثناء النهار، كما يؤدي إلى نومه فجأة دون رغبة منه أثناء قيامه بشيء ما كتناول الطعام، أو قيادة السيارة، أو الحديث مع شخص آخر، لذا فإن الإصابة بهذا المرض قد يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية بشكل كبير ما لم يتم علاجه.[١]


ما هي أنواع النوم القهري؟

يُصنَّف مرض النوم القهري إلى نوعين رئيسين، هما:[٢][٣]

  • النوم القهري النوع الأول: يرتبط هذا النوع من النوم القهري بمعاناة الشخص من ضعف العضلات المفاجئ عند التعرُّض لمشاعر قوية كالغضب، أو الضحك، أو الاندهاش.
  • النوم القهري النوع الثاني: يعاني الأشخاص المُصابون بهذا النوع من النعاس الشديد دون ضعف العضلات، وغالبًا ما تكون الأعراض أقل شدة في هذا النوع.




يوجد نوع آخر نادر من النوم القهري، وهو النوم القهري الثانوي الناتج عن تضرر غدة تحت المهاد في الدماغ.




أعراض النوم القهري

يمكن بيان أعراض النوم القهري كالآتي:[٤]

  • الشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار.
  • الشعور بفقدان الطاقة، وفقدان الذاكرة والقدرة على التركيز خلال نوبة النوم القهري.
  • الشعور بالتعب الشديد أو الكآبة والحزن أثناء النوبة.
  • ضعف العضلات المفاجئ وفقدان القدرة على تحريكها، يحدث هذا للمصابين من النوع الأول فقط، وتترواح شدة هذه الهجمات من ارتخاء الفك، أو الركبتين، وتدلي الجفون إلى عدم القدرة على تحريك أي جزء في الجسم والسقوط، وتجدر الإشارة إلى بقاء الشخص واعيًا خلال هذه النوبات.
  • الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل.
  • عدم القدرة على التحدث أو الحركة لمدة عدة ثواني أو دقائق قبل نوبة النوم أو بعدها مباشرةً.
  • رؤية أشياء غير موجودة في الحقيقة (الهلوسة) قبيل نوبة النوم أو بعدها، وأحيانًا قد يسمع الشخص، أو يشم، أو يتذوق أشياء غير موجودة.
  • نوم المُصاب لمدة عدة ثواني مع الاستمرار في أداء النشاط الذي كان يقوم به، على الرغم من فقدانه لوعيه وعدم تذكره لأي شيء حدث أثناء ذلك.


ماذا يحدث للمريض خلال نوبة النوم القهري؟

يدخل المريض المُصاب بالنوم القهري بمرحلة النوم التي تحدث فيها الأحلام ويتوقف فيها الشخص عن الحركة بسرعة كبيرة بمجرد نومه، وأحيانًا يحدث ذلك خلال استيقاظه، ويُشار لهذه المرحلة باسم مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وتجدر الإشارة إلى أنّه في الأحوال الطبيعية يحتاج الشخص لحوالي 90 دقيقة من بدء نومه للدخول في هذه المرحلة.[٥]


أسباب النوم القهري

لا يُعرَف إلى الآن السبب الدقيق للإصابة بالنوم القهري، لكن يُعتقَد أنّه ينتج عن انخفاض مستوى مادة الهيبوكريتين (Hypocretin) داخل الدماغ، وهي مادة ضرورية لتنظيم النوم والاستيقاظ لدى الشخص، ويُعتقَد أنّ هذا ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم عن طريق الخطأ للخلايا المنتجة لهذه المادة، أو لمستقبلات هذه المادة على الخلايا، والتي يسمح ارتباط الهيبوكريتين بها بدء عمله، ويمكن بيان بعض العوامل التي تحفز أو تزيد من احتمالية الإصابة بالنوم القهري كالآتي:[٦]

  • التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء البلوغ، أو عند وصول المرأة سن انقطاع الطمث.
  • التعرُّض لصدمة نفسية شديدة.
  • الإصابة بعدوى مثل إنفلونزا الخنازير، ويعتقد أنّ الإصابة بالنوم القهري قد يرتبط أحيانًا بأخذ المطعوم المضاد لإنفلونزا الخنازير.
  • التعرُّض لإصابة جسدية على الدماغ، أو الإصابة بالأورام والأمراض في منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم والاستيقاظ.[١]
  • التاريخ العائلي للإصابة بمرض النوم القهري، وهذا في حالات نادرة، إذ إن انتقال المرض من الآباء إلى الأبناء يحدث في 1% من الحالات فقط.[٧]




يصيب النوم القهري الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10-30 عامًا غالبًا.




تشخيص النوم القهري

يستغرق تشخيص النوم القهري بشكل نهائي وقتًا طويلًا للغاية يصل إلى حوالي 10-15 سنة من بدء ظهور الأعراض في غالبية الحالات، ويبدأ التشخيص عادةً بمعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، والأمراض الأخرى المُصاب بها، ومن ثم فحص المريض جسديًا، وبعدها قد يوصي الطبيب بعدة فحوصات أخرى لإكمال التشخيص وبدء العلاج، ومن هذه الفحوصات:[٨]

  • اختبار النوم (PSG): ويحتاج هذا إلى نوم المريض داخل المستشفى لليلة كاملة لمتابعته أثناء النوم.
  • الاختبار المتعدد لزمن الوصول للنوم (MSLT): يُستخدَم هذا الفحص لقياس متى يبدأ الشخص بالنوم، ومتى تبدأ مرحلة حركة العين السريعة.
  • اختبارات الدم الجينية: يُستخدَم للكشف عن بعض التغيرات الجينية التي قد توجد لدى مرضى النوم القهري.


علاج النوم القهري

لا يمكن علاج النوم القهري بشكل كامل، إلا أنّ العديد من الأدوية التي قد يصفها لك الطبيب كالأدوية المنشطّة التي يعد أبرزها دواء مودافينيل (Provigil)، ودواء أوكسيبات الصوديوم (Xyrem) الذي يفيد في حالات ضعف العضلات، وبعض أنواع مضادات الاكتئاب، وغيرها من الأدوية التي تساعد على السيطرة على الأعراض والتخفيف منها، كما قد يساعدك اتباع التدابير الآتية على ذلك:[٧][٩]

  • احرص على النوم والاستيقاظ في الوقت ذاته يوميًا، حتى أيام العطل.
  • احرص على أخذ قيلولة قصيرة بانتظام عدة مرات في اليوم، إذ غالبًا ما يُنصَح بالنوم لمدة 20 دقيقة في الأوقات التي يمكن للمريض النوم بها، ويُنصَح بالحرص على أن تكون هذه الأوقات هي ذاتها يوميًا.
  • احرص على ممارسة رياضة معتدلة خلال النهار، لكن عليك بممارستها قبل موعد نومك بحوالي 4-5 ساعات على الأقل.
  • توقف عن التدخين خاصةً في الليل.
  • تجنّب تناول المشروبات الكحولية.




يعتبر النوم القهري من الأمراض التي تستمر مدى الحياة، ونظراً لمدى خطورته على الشخص المُصاب وتأثيره على حياته اليومية، فإنه من المهم الالتزام بالعلاجات الفعّالة في السيطرة على الحالة.



المراجع

  1. ^ أ ب "Narcolepsy Fact Sheet", National Institute of Neurological Disorders and Stroke, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  2. "Understanding Narcolepsy", Sleep Medicine at Harvard Medical School, 21/2/2018, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  3. "Cataplexy", Narcolepsy UK, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  4. "Narcolepsy", Cleveland Clinic Centennial, 16/3/2020, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  5. Carol DerSarkissian (5/11/2019), "Narcolepsy", WebMD, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  6. "Overview -Narcolepsy", NHS website, 13/5/2019, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Narcolepsy", Mayo Clinic, 6/11/2020, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  8. "Narcolepsy", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  9. "What Is Narcolepsy?", verywellmind, Retrieved 26/12/2021. Edited.